Foto: Eman Helal
27. فبراير 2022

مسجد الفتح في كيمنتس وتساؤلات حول احتراقه قبل أسابيع!

كانت رائحة الحريق تملئ مدخل مسجد الفتح، رغم الثلوج التي غطت بقايا الأخشاب المحترقة والزجاج المهشم! قد تجد وسط الركام بقايا دمية أطفال نصف محترقة، أو مزهرية مزركشة علي الطراز التركي، كتاب نصف محترق تظهر فيه نوتة موسيقية.

حريق لأسباب مجهولة

مساء السبت 15 يناير/ كانون الثاني الماضي وقبل منتصف الليل، أبلغ سائق سيارة أثناء مروره أمام مسجد الفتح بمدينة كيمنتس مقاطعة ساكسن، بوجود حريق بالمكان، فتوجه رجال الإطفاء والشرطة إلى الموقع وأخمدوا النيران. بحسب روايه عبدلله سيزجي، أحد أعضاء مجلس إدارة المجمع الاسلامي، لم يُبلغوا بالحادث إلا بعد مرور 12 ساعة، ما أثار استياهم وقتها! ووفقا لشرطة كيمنتس: “النيران اشتعلت لأسباب غير معروفة بحاوية نفايات ضخمة، وامتدت إلى مبنيين مجاورين، أحدهما مجمع إسلامي، والآخر مبنى سكني. ما ألحق أضرارًا جسيمة بالواجهات وبعض الغرف الداخلية”. وأضاف البيان أن التحقيق الجاري سيظهر ما إذا كان الحريق بسبب الإهمال، أم أنه كان متعمدًا. في هذا السياق، فُحصت أيضًا خلفيات الحادثة ذات الدوافع السياسية.

ألمانيا تنتمي للألمان!

القائمون على المسجد وفقًا لسيزجي، يعتقدون أن خلف الحريق دافع سياسي موجه ضد الإسلام! ويعلل ذلك بموقع المسجد في شارع جانبي مع وجود مكب النفايات داخل الفناء الأمامي للمسجد، والذي يبعد عدة أمتار عن الشارع. كما يرجحون دخول أحد الأشخاص لإشعال حريق متعمد، ويستبعدون تصرفه من تلقاء نفسه! ويعزز سيزجي روايته بتلقي المسجد سابقًا رسائل تهديد ومضايقات، تصحبها صورة خنزير! بالإضافة لرسوم جرافيتي أو ملصقات وجدوها على لافتة المسجد الأمامية كتب عليها: “ألمانيا تنتمي للألمان”!

ليس للعبادة فقط

لم يكن مسجد الفتح مجرد مساحة للصلاة فقط، فهو أيضا يلعب دورًا مهما كمركز اجتماعي. بُني المسجد عام ١٩٩٤ بإرتفاع أربعة طوابق، لتشمل مصلى للنساء وأخر للرجال، بالإضافة إلى مقهي ومكان استضافة للطلاب الأتراك أو الأجانب المسلمين، الذين اعتادوا زيارة المدينة. كما تشمل غرفة النساء ملحق للطهي ومساحة لألعاب الأطفال. احتراق المسجد يعني أن أكثر من ٥٠٠ شخص ممن اعتادوا الصلاة هناك فقدوا مكان عبادتهم. ولم يعد باستطاعة الشباب التجمع بعد صلاة الجمعة لإحتساء الشاي وتناول الحلوى، أو مشاهدة فيلم مساءً بمقهى المسجد كمان كان من قبل. ما زال المكان يحمل ذكريات مباريات الكرة التي كانت تُنظم بالفناء الأمامي للمسجد.

وقال سيزجي: “محزن للغاية، ولكن علينا الاعتياد على حقيقة أن مسجدنا لم يعد موجود! مجتمعنا حزين جدًا، للأسف الأشخاص الذين اعتدنا رؤيتهم كل ليلة، الآن أصبحنا نراهم مرة واحدة فقط في الأسبوع. نأمل بجمع التبرعات لفتح مسجدنا من جديد”.

غياب الاهتمام الألماني!

وحول الاهتمام الرسمي والإعلامي بحادث حريق المسجد، قال سيزجي إن اهتمام الإعلام الألماني بالحداثة كان ضئيلاً، بينما اهتم الإعلام التركي بذلك. كما قام السفير التركي في برلين، بزيارة المسجد المحترق، ولم يهتم عمدة كيمنتس بزيارة المكان، ولم يطلب لقاء القائمين عليه حتى!

رئيس جمعية بيت التنوع الاجتماعي في مدينة لايبزيغ، عظيم سيميزوغلو، علق قائلاً: “إن اهتمام الإعلام الألماني بالأحداث المترتبطة بالإسلاموفوبيا متفاوت! فعندما يسلط الضوء على الحدث شخصية سياسية ألمانية، تجد الإعلام يهتم بتناولها، وهذا ما حدث خلال الاعتداء الأخير علي مسجد أيوب سلطان بمدينة لايبزيغ قبل احتفالات الكريسماس العام الماضي”. وعلل سيميزوغلو ذلك أيضًا بوجود مجتمع مدني نشط ومهتم بتركيز الضوء علي مثل هذه الأحداث بالمدينة.

  • تقرير: إيمان هلال