Photo by Add Weed on Unsplash
19. يناير 2022

مركب سحري ولكن.. شرعنة الحشيش في ألمانيا قريباً!

قبل خمس سنوات، وتحديداً في 19كانون الثاني/ يناير 2017، مهّد البوندستاغ الطريق للقنّب لجعله وصفة طبية في ألمانيا. ولكن النظام الصحي والسلطات لم تكن آنذاك مستعدة لذلك. هل تغير الأمر اليوم مع ترويج تحالف المرور الحاكم لشرعنة استخدام القنب؟

الجزيء ذو الطيف الدوائي الأوسع.. بشهادة “طبيب”!

“لا يوجد مركب آخر في العالم له تأثير مسكّن، مثبّط للغثيان، يعزز الشهية، يريح العضلات، يحفّز على النوم، مضاد للالتهابات، وموسّع للقصبات”. هكذا تحدّث فرانيو جروتين هيرمين عن القنب الهندي ومكوّنه الفعال THC، بادياً كما لو أن أجزاءاً من مكونات المستحضرات الصيدلانية متراكمة أمامه، فهو الطبيب والمدير الإداري لكل من الجمعية الألمانية لطب القنب (ACM) والرابطة الدولية لأدوية القنب (IACM). وقد وصف الـ THC بالجزيء ذو الطيف الدوائي الأوسع، وأنه يجب أن يصبح وصفة طبية قانونية تخضع لشروط، وعلى شركة التأمين الصحي الدفع! لمعرفة المزيد عن القنب الهندي ومركباته المختلفة 

وصفة طبية جديدة للعديد من الأمراض

(يمكن للأطباء وصفه للأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، بشرط عدم وجود دواء آخر يساعد)! هذا ما صرّحت به أيضاً سكرتيرة الدولة في وزارة الصحة أمام البوندستاغ، إنغريد فيشباخ وأضافت: “إننا نتخذ خطوة مهمة نحو تحسين رعاية المرضى المصابين بأمراض خطيرة، نريد تخفيف معاناتهم (..) يجب على مرضى الألم المزمن على وجه الخصوص تجربة هذا النوع من الراحة، فهو يعالج التصلب المتعدد، والآثار اللاحقة لمرض السكري أو التهاب الأمعاء المزمن، ومرض كرون الذي يصيب الأمعاء. وايضاً مرضى القلق واضطرابات النوم”.

استفادة جيدة ولكن تكاليف باهظة!

وضّح الدكتور جروتين هيرمين أن بعض المرضى لا يمكن علاجهم بشكل كافٍ بالأدوية القياسية المعتادة، فيتم تعويضهم باستخدام الماريوانا. ولكن المشكلة تكمن في تكلفة زهور القنب العالية، فهي تُعامل معاملة العقاقير التي تستلزم وصفة طبية بموجب قانون أسعار الأدوية. ونتيجة لذلك، فإن الأسعار أعلى بكثير مما هي عليه في البلدان الأخرى، أي أكثر من ثلاثة أضعاف أسعارها في هولندا على سبيل المثال.

عبء مالي على شركات التأمين الصحي

وفقًا لـلرابطة الوطنية لصناديق التأمين الصحي، فقد حققت المنتجات والمستحضرات الطبية النهائية المحتوية على القنب مبيعات إجمالية بلغت 44 مليون يورو في الربع الأول من العام الماضي وحده! الأمر الذي شكّل عبئاً مالياً كبيراً على شركات التأمين الصحي. فقد وصف الأطباء الحشيش أكثر من 90 ألف مرة خلال هذه الفترة. بناءاً عليه، طلبت شركات التأمين الصحي إجراء دراسات أكاديمية مناسبة حول حقيقة الفعالية قبل أن تتمكن من تغطية التكاليف. بالمقابل، رأى الدكتور هيرمين، أن القنب فعّال في علاج الصداع النصفي، والتهاب القولون المزمن، والتشنج العضلي. بالإضافة إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وأنه من الصعب إجراء عدد مماثل من الدراسات السريرية الكبيرة، ولا حتى في العشرين سنة القادمة! بسبب النقص في التمويل العام لمثل هذه الدراسات، وأيضاً فشل بعض الأطباء في تلبية المعايير العلمية.

عدم المبالغة في تقدير آثار القنب

أثارت الدراسات القائمة على أسس علمية جيدة، شكوكاً كبيرة حول فعالية الحشيش كمسكّن للألم. فقد رحّب الطبيب دومينيك إيرنيش بالقنب عموماً “كوصفة طبية”، لكنه دعا إلى عدم المبالغة في تقدير الأثر. وقال كرئيس لعيادة الألم في العيادة الخارجية بجامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ: “إنه لا يساعد كل مريض، والألم المزمن ليس من السهل إيقافه أيضاً”.

أولى اهتمامات المزارعين اليوم!

يقول رئيس المزارعين يواكيم روكويد: “زراعة القنب هي الموضوع الأهم بين المزارعين الألمان، وهناك الكثير من الاستعدادات والنقاشات حول هذا”. يرى مراقبون إمكانية أن يكون للعلاج بالقنب التزاماً عاماً من قبل شركات التأمين الصحي، من أجل تغطية التكاليف أو إضفاء الشرعية على الزراعة الذاتية للاستخدام الشخصي من قبل المرضى أو مقدمي الرعاية لهم.

s