Photo: Privat
31. أكتوبر 2021

هدى بركات: الكتابة فعل سعادة وشقاء في نفس الوقت!

ضمن سلسلة محاضرات (أزمة الحرب) التي ينظمها  قدماءالأكاديمية العربية الألمانية للعلماء الشباب في العلوم والإنسانيات (AGYA)، استضاف مؤخرًا حوار مع الروائية والأديبة اللبنانية هدى بركات. قدم الأديبة المحاور بلال أورفلي، وهو واحدٌ من قدماء AGYA وأستاذ في جامعة الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة.

اللغة والبدايات

تلقيتِ تعليمك باللغة الفرنسية، متى بدأت رحلتك بالعربية؟

هذه حكاية تقليدية لعدد من الناس، تلقوا تعليمهم في المدارس اللبنانية الخاصة، التي لم يكن هناك فيها اهتمام باللغة العربية سوى لنيل الشهادات، فكانت العلاقة باللغة العربية وبالأخص الفصحى منها أشبه بعلاقة غير شرعية. كان هناك قصاص لمن يتكلم باللغة العربية. بالإضافة إلى موضوع الشكليات الاجتماعية التي كانت تفرض التكلم بالفرنسية، ولكن عندما كنت في سن الثالثة عشر من عمري، حظيت باستاذ نسف كل هذه المقاربة للغة العربية، وبدأنا نقرأ بالصف لإنسي الحاج ومحمود درويش، فكان لذلك مفعول مشابه لمن يصحو من غيبوبة طويلة (…) هذا الوعي المفاجئ كان له خلفية وطنية وقومية وثقافية. ما أكتبه بالفرنسية مختلف تماماً عما أكتبه بالعربية، فأنا أكتب كتيبات أو كلمات لمهرجانات بالفرنسية ولكن ليس لدي أي رغبة بكتابة رواية بالفرنسية. فالمهجة أي المتعة بالكتابة لا ترافقني سوى بالعربية.

الرواية والكتابة

ما هو تعريفك للرواية الناجحة؟

ليس لدي تعريف جاهز فالموضوع لا يشغلني، ولكن أقول الرواية الناجحة هي الرواية الممتعة، وأنا الآن أتكلم كقارئة وليس ككاتبة، وبالإضافة إلى ذلك من شروط النجاح بنظري أن تفتح لك الرواية أفقاً اضافياً لم تكن تدري به قبل قرآتها.

ما هي طقوس الكتابة، وما أثر الكتابة عليكِ؟

الطقوس هي نوع من البذخ، وأنا لست بكاتبة تسمح لها الظروف بهذا النوع من البذخ، فيكفي أن يكون لدي وقت حتى أكتب، فأنا أعمل من أجل تأمين مستحقات الحياة، هناك آلية يجب أن تفرد لها وقتا، كي تدخل الكتابة إلى الحيز الذي تسطيع أن تتعامل معه. أما عن أثر الكتابة، فالكتابة هي فعل سعادة وشقاء في نفس الوقت، فبعد كتابة ساعة أو ساعتين كأبعد تقدير تجد نفسك سعيد ولكن فارغ ومتعب، فالكتابة هي أن تبحث بداخلك لكي تكتب أنت لا تعرف سلفاً ما الذي سوف تعثر عليه، وتتفاجئ من أين أتت هذه الأفكار.

“أفكر أننا بعد أن خرجنا هكذا من الحياة، وبعدما عدنا إلى مرتفعاتنا الثلجية هذه، كراعيين تائبين قد أضاعوا قطعانهم، ينبغي أن ننسى، ينبغي أن نترك الكلام لمن سيأتي بعدنا، فنحن الذين لم نفهم ما الذي حدث لحياتنا في الماضي، علينا أن نترك الرواية لفصول آتية لا نقدر الآن على أن نتخيلها، ولو في الأحلام” – النص مقتبس من رواية (ملكوت هذه الأرض) قرأته السيدة بركات خلال اللقاء.

في سطور

هدى بركات روائيّة لبنانيّة وُلدت في بيروت عام 1952، تقيم حالياً في فرنسا، لها ست رويات ومسرحيّتان، وكتابٌ يضمّ مجموعة قصصٍ قصيرة وآخرُ يضمّ ذكريات، بالإضافة لمساهمتها في عددٍ من الكتب الصادرة باللغة الفرنسيّة. تُرجمت أعمالها إلى عدة لغات. ونالت وسام الفنون والآداب الفرنسي عامي 2002 و2008 عامي. من روايتها (حجر الضحك، بريد الليل، حارث المياه) وغيرها.