Foto: Abbas Aldeiri
20. سبتمبر 2021

ارتفاع سعر الغاز عالمياً وتأثيره على التدفئة في ألمانيا!

تستمر أسعار المحروقات في الارتفاع في ألمانيا، إلا أن الشيء الذي سيؤثر بالتأكيد على جميع المواطنين هو ارتفاع في أسعار الغاز، ومن المتوقع أن يرتفع في نفس الوقت تعرفة أسعار التدفئة كون الغالبية العظمى من المنازل تعتمد على الغاز في التدفئة، وهذا ما سيجعل فصل الشتاء أكثر قسوة في ألمانيا لهذا العام.
في كثير من الأماكن، يشعر المستهلكون بأنهم في كل عام يدفعون رسوم مضاعفة من أجل التدفئة، وفقًا لبوابة Verivox، البوابة المختصة في تقديم الاقتراحات والمقارنات، فقد أعلن 32 مزودًا إقليميًا للغاز عن ارتفاع الأسعار بمتوسط ​​12.6 بالمائة لشهري سبتمبر وأكتوبر من هذا العام الجاري، مما يؤدي ذلك إلى تكاليف إضافية قدرها 188 يورو سنوياً.

ارتفاع أسعار الغاز بنسبة وصلت إلى 42%!

في ربيع عام 2020، بعد بدء جائحة كورونا، كانت أسعار الغاز منخفضة نسبياً، ومع ذلك كانت الأسرة تنظر إلى إمكانية توفير المزيد من النفقات بالتدفئة، لكن هذا تغير منذ الشتاء الماضي، حيث ارتفعت أسعار استيراد الغاز الطبيعي، التي يحددها المكتب الاتحادي للاقتصاد والرقابة على الصادرات، بنسبة 42 في المائة من يناير/ كانون الثاني إلى يوليو/ تموز وحده، ومع مطلع هذا العام، تضاعفت أسعار الغاز الطبيعي بشكل حاد، حتى أن بوابة أخبار الطاقة “مونتيل نيوز” كتبت مؤخرًا عن “الذعر” في سوق الغاز.

أسباب ارتفاع أسعار الغاز!

يرى الخبراء مجموعة كاملة من الأسباب للارتفاع الحاد في الأسعار، وخصوصا بعد عودة الاقتصاد للوقوف على قدميه، عاد الطلب العالمي إلى طبيعته مرة أخرى، كما يوضح فابيان هونيكي من شركة الاستشارات إنرجي برينبول، وهذا ينطبق بشكل خاص على دول المصدرة للغاز، وتحديداً دول أسيا، فأسعار الغاز في أوروبا مرتبطة بحجم الطلب الذي يؤثر بكل تأكيد على الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، لم تتم إعادة تعبئة مرافق تخزين الغاز في أوروبا بالكامل بعد الشتاء البارد نسبيًا لعام 2020/21. ففي ألمانيا انخفض معدل تخزين الغاز تقريباً عن الثلثين كما تشير البيانات القادمة من الحكومة الاتحادية، وتشير البيانات أن معدل التخزين كان قبل عام حوالي 94%، لكن هذا الموسم يبدو أن الشتاء سيكون قاسي على الألمان.

ألمانيا تعوض النقص في الغاز!

تعمل مرافق التخزين تحت الأرض المنتشرة في جميع أنحاء ألمانيا على تعويض الذروة بالاستهلاك، خاصة في فصل الشتاء.، ففي الأيام الباردة، يتم تغطية ما يصل إلى 60% من استهلاك الغاز في ألمانيا من خلال مرافق التخزين المحلية، ووفقًا لمبادرة جمعية الصناعة، يمكن تخزين حوالي 23 مليار متر مكعب من الغاز بمرافق التخزين، وهذا يمثل حوالي ربع كمية الغاز الطبيعي المستهلكة سنويًا في ألمانيا! لا يمكن توضيح سبب وجود غاز أقل حاليًا في مرافق التخزين عن المعتاد، يقول إرين تشام من معهد اقتصاديات الطاقة في جامعة كولون، إن الإخفاقات وأعمال الصيانة بالبنية التحتية للغاز في أوروبا يشير إلى عدم القدرة على تخزين الجيد للغاز هذا العام.

هل فُرغت مخازن الغاز عمداً!

أوليفر كريشر، نائب رئيس حزب الخضر في البوندستاغ، له تفسير مختلف، ويشك في أن “الوضع مع مخازن غازبروم الفارغة في ألمانيا وأوروبا ربما تم عن عمد”، من خلال شركتها الفرعية Astora تدير Gazprom منشأة التخزين في Rehden ساكسونيا السفلى، والتي يبلغ حجمها 4 مليارات متر مكعب، وهي واحدة من أكبر المنشآت في أوروبا، ففي الآونة الأخيرة أظهرت منصة البيانات الخاصة بـ Rehden مستوى تعبئة أقل من 5%، ويحذر كريشر من أن ألمانيا تنزلق إلى “وضع التعرض للابتزاز” بهدف الموافقة على خط أنابيب بحر البلطيق نورد ستريم 2. ورفض المتحدث باسم الكرملين في  روسيا، دميتري بيسكوف، الشكوك في أن بلاده لها أي علاقة بارتفاع الأسعار الحالي، وقال متحدث باسم شركة غازبروم جرمانيا إن كميات الحقن والسحب نفذت من قبل العملاء، وهذا هو السبب أننا لا نستطيع التنبؤ بكيفية تطور الأزمة مستقبلاً!

هل تعاني ألمانيا من نقص الغاز هذا الشتاء؟

يعتقد كريشر أن ألمانيا ستعاني من نقص الغاز في الشتاء المقبل: “هذا ممكن، إذا كان الجو باردًا حقًا في فبراير، فإن مرافق التخزين المهمة فارغة ولم يتم تشغيل نورد ستريم 2، يمكن أن تحدث اختناقات إقليمية، ثم تظل الشقق باردة، هذا ما يدفعنا للعمل جاهدين لتبديل محطات الطاقة التي تعمل بالغاز”. كما يحذر اتحاد صناعة التخزين من حدوث انقطاعات في إمدادات الغاز عندما يزداد الطلب على الغاز في المنازل، وستعمل حكومة ألمانيا الاتحادية لسد الفجوة الحاصلة في حجم الغاز المخزن.