Foto: Abbas Aldeiri
30. يونيو 2021

سوريون يعيودن معاناة اللجوء بألمانيا بعد سنوات في الدنمارك!

بعد اعتبار الحكومة الدنماركية لبعض الأجزاء من سوريا على آنها مدن آمنة، بدأت بقرارات جديدة ضد اللاجئين السورين، إذ ألغت حقهم بالإقامة على أرضها، ووضعتهم في مراكز “مراكز الترحيل” لترحيلهم لاحقًا إلى سوريا، يوسف (ر) شاب سوري، وضعته الحكومة الدنماركية في مركز الترحيل، قرر مغادرة الدنمارك والتوجه إلى شمال ألمانيا، يعيش يوسف الآن في مركز لاستقبال اللاجئين بألمانيا، أمل هامبورغ التقت الشاب السوري القادم من الدنمارك وقبلها من محافظة القنيطرة، والذي يبلغ من العمر 27 عاماً، وأجرت معه حوار حول سبب مغادرته للدنمارك ولماذا كانت وجهته ألمانيا؟

من لجوء إلى لجوء!

قبل سبع سنوات وصل عشرات الآلاف من السوريين إلى الدنمارك، يقول يوسف: “عام 2015 وصلت إلى الدنمارك، وكان عمري حينها لا يتجاوز الـ 22 عاماً، وسبب اختياري للدنمارك يعود لتواجد أخي فيها، لم أكن أتوقع أن اغادرها يوما من الأيام، فقد سكنت في مدينة غنس، وتعلمت اللغة الدنماركية لمدة عام ونصف وتحصلت على شهادة في اللغة بالمستوى الثاني، بعد تعلمي اللغة أخذت ابحث عن مهنة لأتعلمها، فكان التوفيق مرافقنا، تعلمت لما يزيد عن 18 شهر مهنة، وفي داخلي أمل وتفاؤل بأن المستقبل سيكون أجمل في الدنمارك”!

قرار رفض تجديد الإقامة الصادم!

يتابع يوسف: “بعد أن تحصلت على تصريح الإقامة لمدة خمس سنوات في الدنمارك، جاء القرار الصادم، منع تجديد الإقامة، ووضعت في مركز الترحيل، الذي يشبه إلى حد قريب مراكز الاعتقال في سوريا الأسد”.

الخيار الخاطئ!

يلوم يوسف نفسه اليوم، فهو يعتقد أنه اتخذ القرار الخاطئ قبل سبع سنوات، فلو عاد به الزمن لما اختار الدنمارك: “الخيار الخاطئ الذي ألوم نفسي عليه، هو ذهابي إلى الدنمارك، تاركاً حينها ألمانيا، مع أن الحكومة في ذلك الوقت، كانت معاملتها أكثر إنسانية، هي الآن تفتقد للإنسانية، فمن غير المنطقي أن يتم ترحيل السوري إلى سوريا، ليعاني إما الاعتقال أو القتل في سجون النظام السوري”.

مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا مسخرة!

يتواجد جميع اللاجئين القادمين حديثاً إلى ألمانيا في كامبات تجميعية “مراكز أولية لاستقبال اللاجئين”! في هذه المراكز يتواجد المئات من اللاجئين الذين ينتظرون قرارات المحكمة والمقابلات بفارغ الصبر، يقول يوسف إنه منذ 6 شهور في ألمانيا وبمركز الإيواء، ولم يحصل على أي شيء إلى الآن، فهو ينتظر موعد يمنحه حق الدفاع عن نفسه، ليبعد عن نفسه شبح الترحيل إلى سوريا!

يضيف قائلا: “مراكز الإيواء هنا تختلف تماماً عما هي عليه في الدنمارك، حتى أن أمور السلامة العامة والأمان غير موجودة، بل أن حوادث السرقة والجرائم الأخرى تكثر بهذه المراكز وأحياناً بعلم الإدارة، حدثت حالة سرقة لي، ذهبت إلى إدارة المركز وأخبرتهم أنني أعرف السارق، فكانت المعاملة هي بأن تعدو علي لفظياً، وبدأوا بالضحك والمماطلة، ليرسل السارق بعد عدة أيام إلى منزل، فلا أعرف أهو نوع من المكافأة أم هو نوع من العقاب في هذه الحالة”.

حلم رفع دعوة قضائية ضد الدنمارك!

بدا يوسف محطمًا، بعد أن سألناه عن طموحه وأحلامه في ألمانيا حال حصوله على حق اللجوء والإقامة، قال: “أريد أن أعيش كما يعيش جميع البشر، بعيداً عن كل تعقيدات الحياة السياسية، فقد دمرت الدنمارك أحلامي ومستقبلي، لربما إن حصلت على حق اللجوء في ألمانيا، سأحاول أن أرفع قضية ضد الحكومة الدنماركية، فقضية اللاجئين بالدنمارك تعتبر قضية إنسانية، والقانون الدولي يفرض على الدنمارك أن تتعامل معنا بإنسانية، وهذا ما فقدته الحكومة الجديدة هناك للأسف”.