Bild von Gerd Altmann auf Pixabay
19. فبراير 2021

باحثو هامبورغ: فيروس كورونا ربما جاء من مختبر ووهان!

رأى تحقيق أجرته جامعة هامبورغ أنه من المحتمل أن يكون فيروس كورونا الذي تسبب بأزمة عالمية كبيرة، قد نشأ بالفعل في مختبر بمدينة ووهان الصينية. وبحسب دراسة أجراها البروفيسور د. رولاند فيسيندانجر Roland Wiesendanger تم تسليط الضوء على أصل الفيروس، وتوصل الباحث إلى استنتاج مفاده أن هناك أدلة على أن المعهد الفيروسي في مدينة ووهان هو السبب بتصدير الفايروس والتسبب بانتشار الوباء.

تمت الدراسة في الفترة الممتدة من كانون الثاني 2020 الى كانون الأول 2020. وقال قسم الإعلام في جامعة هامبورغ إن الدراسة اعتمدت على نهج علمي متعدد التخصصات، وعلى بحث مكثف باستخدام مجموعة متنوعة من مصادر المعلومات. وشمل البحث المؤلفات العلمية والمقالات في وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية بالإضافة إلى التواصل الشخصي مع زملاء باحثين دوليين.

دليل على ظهور فيروس كورونا في معمل فيروسي بووهان

على الرغم من أن الدراسة لم تقدم أدلة عالية الدقة، إلا أن الجامعة أعلنت أنها ستقدم إثباتات خطيرة جداً قد تؤكد نظريتهم. وذكر البروفسور عدة نقاط تتعلق بالدراسة منها:

أولاً، على عكس الأوبئة السابقة المرتبطة بفيروس كورونا مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، لم يتم تحديد مضيف وسيط يمكن أن يكون قد مكّن من انتقال مسببات SARS-CoV-2 من الخفافيش إلى البشر. وبالتالي فإن نظرية الأمراض الحيوانية المنشأ كتفسير محتمل للجائحة ليس لها أساس علمي سليم.

ثانيًا، وفقاً للجامعة، يمكن لفيروسات SARS-CoV-2 الآن أن تقترن جيداً بمستقبلات الخلايا البشرية وأن تخترقها. ولم تكن تلك الخاصتين معروفتين سابقاً عن فيروسات كورونا، وأشارت إلى وجود أصل غير طبيعي لمسببات SARS-CoV-2.

ثالثًا، لم يتم بيع الخفافيش في سوق السمك المشتبه به في وسط مدينة ووهان، بينما يضم معهد الفيروسات في مدينة ووهان أحد أكبر مجموعات دراسة مسببات الخفافيش التي تعيش في كهوف بعيدة بجنوب الصين. ووفقًا للجامعة فإنه من غير المحتمل أن تقطع الخفافيش هذه المسافة التي تبلغ 2000 كيلومتر لتصل إلى ووهان وتتسبب بانتشار جائحة عالمية منشأها المنطقة المجاورة للمعهد الفيروسي.

رابعًا، أجرت مجموعة بحثية في معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان عمليات تلاعب جيني على فيروسات كورونا لسنوات عدة بهدف جعلها أكثر عدوى وخطورة وفتاكاً على البشر، وتم إثبات ذلك من خلال العديد من المؤلفات العلمية المتخصصة.

خامسًا، كانت هناك ثغرات أمنية كبيرة موثقة في معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان قبل تفشي جائحة فيروس كورونا.

سادسًا، بحسب الدراسة هناك مؤشرات مباشرة على أصل مخبري لمسببات SARS-CoV-2. وبحسب المعلومات فأن عالماً شاباً من معهد علم الفيروسات في ووهان هو أول من أصيب بالفيروس. وهناك أيضاً مؤشرات على أن الفايروس انتشر من معهد الفيروسات في مدينة ووهان إلى خارجها مطلع أكتوبر 2019. بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يدل على أنه تم إجراء تحقيق يتعلق بالحادثة في معهد علم الفيروسات من قبل السلطات الصينية في النصف الأول من أكتوبر 2019، وفقًا لجامعة هامبورغ.

وبحسب بيان صادر عن الجامعة، قال البروفيسور رولاند فيسيندانجر: “إن جائحة فيروس كورونا الحالي لا يهيمن فقط على العناوين الرئيسية للإعلام وحسب، فهو سيبقينا مشغولين لسنوات عديدة به، لأسباب تتعلق بالآثار الاجتماعية والاقتصادية”. ومع ذلك، فإن الفحص المستند إلى العلم لمسألة أصل الوباء الحالي ذو أهمية كبيرة، لأنه يمكن بناءً على أساس هذه المعرفة اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع احتمالية حدوث أوبئة مماثلة في المستقبل.

منظمة الصحة العالمية: أصل كورونا في المختبر غير محتمل

اكتملت الدراسة في يناير 2021 وتم توزيعها ومناقشتها في البداية في الأوساط العلمية. وكان الهدف منها إثارة نقاش واسع، لا سيما فيما يتعلق بمسببات الأمراض الأكثر عدوى وخطورة وفتكاً بالبشر. ويرى مؤلف الدراسة البروفيسور فيسيندانجر أن الأمر لم يعد هذا يخص مجموعة صغيرة من العلماء فقط، بل يجب أن يصبح موضوع نقاش عام على وجه السرعة. من جهة ثانية اعتبر علماء فيروسات تابعون لمنظمة الصحة العالمية (WHO) يدرسون أصل الوباء في الصين، أنه من المستبعد أن يكون الفيروس قد جاء من المختبر.

وزارة العلوم نأت بنفسها عن نشر الدراسة

بعد نشر الدراسة، نوقش سؤال حول مدى جدية الدراسة التي تعتمد بشكل شبه حصري على تقييم المعلومات، وسبب قيام الجامعة بنشرها والترويج لها عبر المكتب الصحفي. بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى أن صاحب الدراسة هو فيزيائي معروف، لكنه ليس عالم فيروسات. ونأت هيئة العلوم بنفسها عن الدراسة الجامعية. وقال جون ميندرالا المتحدث باسم الوزارة: “إن الدراسة لم تقدم أي نتائج، بل مجرد مؤشرات فقط”. وأكد أنه إذا كانت البيانات غير واضحة أو غير مؤكدة، فيجب الحذر من ترويجها.

منظمة الصحة العالمية قدمت تقريراً شاملاً عن الفيروس

وقال ميندرالا إن فريقاً من منظمة الصحة العالمية قدم تقريراً شاملاً عن تفشي المرض في ووهان قبل أيام قليلة فقط، وتوصل إلى سيناريوهات أخرى محتملة. لذلك يتطلب الأمر عدة دراسات لفهم أصل الوباء والتعلم من أجل المستقبل، ولهذا السبب من الجيد أن يكون هناك بحث واسع النطاق حول الوباء.

من جانبها ردت الجامعة من خلال بيان صحفي على سؤال حول سبب تسويقها لدراسة بُنيت على “أدلة ظرفية” بالقول: “إن إدارة الجامعة والمكتب الصحفي لا تمارس أي رقابة على موضوعات البحث ونتائجها، بل إنها ملزمة بنشر نتائجها العلمية. وأن القسم المسؤول متاح للعلماء للحصول على بيانات صحفية “.