© HorstWagner.euEPD
19. يوليو 2020

تمديد القمة الأوروبية والفشل يطل برأسه على المفاوضات

دخلت اجتماعات قمة الاتحاد الأوروبي يومها الثالث بعد قرار رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل أمس بالتمديد حتى اليوم الأحد، وينبع خلاف رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الـ 27 من عدم الاتفاق حول كيفية انفاق المبلغ المخصص لمساعدة الدول المتضررة جراء تفشي فيروس كورونا! هذا الاختلاف الذي وصفه الصحفي دانييل بوفي من الجارديان بأنه إنقسام بين شمال وجنوب وغرب وشرق القارة الأوروبية!

رفض تنازلات رئيس المجلس

من المعروف الاتفاق على تخصيص مبلغ 750 مليار يورو لإنعاش الاقتصاد ما بعد الجائحة للبلدان المتضرروة، تنفق على مدار سبع سنوات، على أن يتم تخصيص 500 مليار يورو كمنح لا ترد، و250 مليار يورو كقروض، وهنا يأتي الخلاف! حيث ترفض النمسا والدانمارك والسويد وهولندا بند المنحة التي لا ترد، وتريد تحويل جزء كبير منها إلى قروض! وفي محاولة منه لجمع العائلة الأوروبية على اتفاق قريب، قدم رئيس المجلس ميشيل، اقتراحًا يشمل خفض المنح التي لاترد إلى 450 مليار يورو بدلًا من 500 مليار، وبالتالي رفع قيمة القروض إلى 300 مليار يورو بدلًا من 250 مليار، وفقًا لموقع tagesschau، وهو ما قوبل بالفرفض أيضًا من قبل الدول الأربعة المعترضة، والتي يطلق عليها “المقتصدين الأربعة” Sparsamen Vier، فهم يطمحون إلى تخفيض قيمة المنح إلى أكثر من ذلك بكثير.

فرامل طوارئ فائقة

رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي طرح فرض قيود شديدة على إنفاق المساعدات أسماها بآلية “فرامل الطوارئ الفائقة” تستهدف نوعًا من الرقابة المشددة على إنفاق هذه الأموال، كما تتضمن الآلية إعطاء الحق لدولة أو أكثر من دول الاتحاد الأوروبي أن تتدخل لدى وجود أي شك أو استياء من مستوى الإصلاح، مع اتخاذ التدابير اللازمة لإجراء الفحص بما قد يصل إلى وقف المدفوعات مؤقتًا! من جانبه وصف رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي المفاوضات بالقاسية بشكل غير متوقع!

نفاذ صبر ميركل وماكرون

يبدو أن كل من ألمانيا وفرنسا هما الأكثر حرصًا على عدم فرط عقد الاتحاد، يظهر ذلك في محاولتهما المضنية للوصول إلى حل وسط، لكن دونما الإضرار بقيم الاتحاد، وعلى مدار ثلاثة أيام، كان كل تصريح من تصريحات قادة البلدين منقسمًا أوله باعثًا للأمل وآخره محذرًا من الفشل! حيث أشار كلاً من المسشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن صبرهما قارب على النفاذ رغم الحاجة لإيجاد حل، ووصفت ميركل اليوم الأحد بالحاسم، وأقرت بوجود العديد من النوايا الحسنة لكنها لم تستطع أن تعد بحل الموقف، كما لم يستبعد ماكرون تقديم تنازلات، لكنها لن تكون على حساب الطموح الأوروبي!