Photo: Amal,Berlin
19. يوليو 2020

أيها الألمان.. أما آن الآوان لحظر الإخوان؟

في نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي، قامت الحكومة الألمانية بحظر حزب الله اللبناني، وصنفته منظمة إرهابية، ومنعت جميع أنشطته في البلاد، وهذه الخطوة وإن كانت متأخرة، إلا أنها ضرورية جداً لحماية المجتمع الألماني، والأوروبي عاماً. لكن ما يثير الدهشة حقاً هو عدم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا، والتي تزداد أنشطتها يوماَ بعد يوم، تحت ستار جمعيات خيرية أو مراكز للثقافة والحوار، وعنواين مختلفة لا تمت بصلة إلى نهج ومرجعية هذه الجماعة الحاقدة على الحضارة الإنسانية!

الإخوان أخطر من داعش والقاعدة

هذا ليس رأيي أنا، إنما أفاد تقرير إعلامي لموقع فوكس صدر في الشهر الأخير لعام 2018، أن سلطات الأمن الألمانية تعتبر حركة الإخوان المسلمين على المدى المتوسط أخطر من تنظيم “داعش” الإرهابي والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا، وأنا أتوافق تماماً مع هذا التقييم، فالجماعة وداعش وجهان لعملة واحدة، لكن ما يميز داعش هو أنها لا تخفي عدائها للغرب، وتعلن صراحة عن أهدافها، بالقتل والتدمير! بينما الإخوان لديهم نفس الهدف، ولكن يكذبون ويدعون أنهم مع الحوار وثقافة الإنفتاح على الآخر، وهم يضمرون الضغينة والكراهية اتجاه الغرب مثلهم مثل داعش والقاعدة. وهنا تكمن الخطورة، فعندما يكون لديك عدو يصرح بعداوتك، تستطيع أن تأخذ حذرك منه، بينما إذا كان يدعي محبتك وهو ينتظر اللحظة المناسبة حتى ينقض عليك، هنا يكون أخطر بكثير، أي يتبع المثل القائل (يتمسكن حتى يتمكن)، فالفرق بين داعش والأخوان المسلمين ليس بالهدف أو الغاية، وإنما التوقيت. فبينما داعش تصر على رفض منطق الضعف، وتريد فرض منهجيتها الإرهابية الآن، يعتقد الأخوان أن الوقت غير مناسب، وعليهم التحضير إلى أن يحين الوقت المناسب، حيث نقلت تقارير دولية عن ابراهيم الزيات أحد أعلام الأخوان المسلمين في أوروبا والمقيم في ألمانيا قوله: “الوقت مبكر لضرب الكفار ولكن عاجلاً أم أجلاً سنضرب أعداء الله والإسلام”!

التقية الإخوانية!

سواء صح ما نقل عن الزيات أم لا، إلا أن هذه هي منهجية الأخوان، الذين بات العالم أجمع يعلم أنه يظهرون شيئاً و يضمرون شيئاً آخر، وهو ما يعرف بالفقه الإسلامي بـ(التقية)، أي التظاهر للغرب بالتوافق مع أفكاره وقيمه مع الإحتفاظ بالمعاداة له في قلوبهم، طالما لا يستطيعون إظهار الكره بالعلن. تشرح الخبيرة الألمانية في الإسلام السياسي سوزان شروتر أن أحد الاتجاهات التي تعمل بها جماعة الأخوان المسلمين هو الخطاب ذو الوجهين، وجه ديمقراطي للإعلام الغربي، لكنها في تعاليمها تنشر أفكارًا تهدم أسس المجتمع الألماني، كدونية المرأة مثلاً! وتسعى إلى تحويل ذلك إلى الممارسة المعتادة بين المجتمع المسلم في ألمانيا، بالإضافة إلى تعميق الإنقسام بين الجالية المسلمة والمجتمع الألماني، ومحاولة تمثيل الجالية المسلمة في ألمانيا، وأخيراً صلاتها مع منظمات إسلامية دولية تنتهج العنف وإن كانت بخطابها الرسمي “ضد العنف”.

الإخوان المسلمين قنابل موقوتة في المجتمع الألماني

سيقول قائل إن خطر الجماعة يمكن فقط إذا أصبحت بموقع قوة، وهي لن تصبح كذلك وبالتالي لا خطر منها، وهذا غير صحيح، فمشكلة الولاء والطاعة العمياء عند هذه الجماعة تجعلها خطراً على المجتمع الألماني، فلنفرض قيام حرب بين ألمانيا أو الاتحاد الأوربي بشكل عام مع تركيا، (وهذا الأمر ليس بمستحيل على ضوء سياسة أردوغان التوسعية)، لن يكون ولاء أتباع الإخوان المسلمين للبلد الذي احتضنهم وساندهم وهو ألمانيا، بل سيكون لتركيا وسيدهم أردوغان! والأمر ليس فقط مساندة بالدعاء والصلاة، بل قد يقوموا بأعمال تخربية وعنفية وحتى إرهابية لإضعاف الدولة الألمانية، وهذا ليس خيال بل واقع يعرفه الإخوان قبل سواهم.

دول إسلامية تحظر الجماعة آخرها الأردن

ختاماً لابدّ من العمل السريع على حظر الإخوان المسلمين، وهذا يصب في مصلحة الشعب الألماني، وكل من يعيش في ألمانيا، وفي مقدمتهم الجالية المسلمة، حيث أن الغالبية العظمى من المسلمين قدمت إلى ألمانيا، لتعيش حياة أفضل، وتساهم بشكل فعّال في تطور وازدهار ألمانيا، ليس كما تريدهم هذه الجماعة بموقع المعاداة للقيم الألمانية, وعلى الأحزاب التقليدية كالحزب المسيحي والحزب الأشتراكي والخضر، التعاون لحظر هذا الحزب، كي يفوتوا الفرصة على الأحزاب المتطرفة، استغلال نشاط هذه الجماعة كي يزيدوا من شعبيتهم ضمن الألمان، فالمتطرف يحتاج لمتطرف بالجهة المقابلة، كي يشعر بأهميته! وبرأيي أي تقصير أو مماطلة ستكون بمثابة جريمة بحق الأجيال القادمة، ولا أعلم لماذا كل هذا الصبر على هذه الجماعة، إذا كانت دول إسلامية قد قامت بحظرها وآخرها الأردن منذ أيام، وإن حظر هذه المنظمة لا يتعارض مع الحرية والديمقراطية، بل هو في قمة الدفاع عن المبادئ الديمقراطية.

  • المقال يعبر عن رأي صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي منصة أمل، برلين!