تأثير أزمة كورونا على فرص عمل اللاجئين في ألمانيا! Image by Gerd Altmann from Pixabay
6. يوليو 2020

تأثير أزمة كورونا على فرص عمل اللاجئين في ألمانيا!

جائحة فيروس كورونا آثارت الكثير من التساؤلات حول الأوضاع القانونية للعمال والموظفين، خاصة فيما يتعلق بالحقوق والواجبات والتأمين والرواتب والتسريح والإجازات والفصل والتقاعـد! ومنذ انتشار الفيروس في ألمانيا بدأنا نسمع عن فصل أعداد كبيرة من الموظفين بسبب توقف النشاط التجاري!

العمل هو الحلم المنشود في ألمانيا!

بدت كل المؤشرات تدل على أن المتضرر الأبرز في ألمانيا هم العمال، وجاء شهر أبريل/ نيسان لتتضح الأمور أكثر، الشقيقان نجيب ومحمد القادمان من شمال سوريا عند وصولهما إلى ألمانيا عملا بكل جد ومثابرة ليحصلا على فرصة عمل، في عام 2018 حصل الشقيق الأصغر محمد على عمل في شركة تصنيع إطارات للسيارات، وبعد المدة التجريبة استحق الحصول على عقد العمل الدائم، بدت ألمانيا في تلك الأثناء هي الحلم المراد والمنشود كما وصفها الشاب محمد. أما الشقيق الأكبر فحصل على عمل في إحدى مطاعم الوجبات السريعة “ماكدونالز” حيث منحت لنجيب الفرصة بين أكثر من 50 موظف جلهم من اللاجئين، عمل نجيب في البداية كموظف عادي في المطعم حتى اتقن العمل بالمطبخ، وبدأ يعمل في إعداد الوجبات منذ 18 شهراً، كان ذاك العام هو عام تحقيق الحلم وبدأت الحياة تتغير للأفضل بسبب روتين العمل.

بسبب كورونا انتهى العمل!

عند إنتشار فيروس كورونا في ألمانيا اختلف كل شي، يقول نجيب: “العمل الطويل المتعب لم يعد موجوداً، حتى تقديم الوجبات داخل المطعم منعت، استمرينا على هذا الحال حتى نهاية شهر آذار/ مارس، وفي شهر نيسان/ آبريل حصل ما لم نتوقعه، في البداية كنت أنا الضحية، استيقضت صباحاً كالعادة، وخرجت لأنظر في صندوق البريد وإذ برسالة مفادها أنه تم فسخ العقد من قبل مطعم ماكدولنز وبدون ذكر الأسباب! الصدمة جعلت نجيب يذهب إلى المطعم ليسأل مديره المباشر عن سبب فسخ العقد من طرفهم، عندها همس المدير بإذن نجيب قائلاً: “لست وحدك من فصل من العمل، فعدد المفصولين بلغ 16 موظفاً ومن ضمنهم أنت، والسبب هو قلة العمل بسبب كورونا”.

اللجوء والكورونا وتحصيل الحقوق!

بعد الحديث مع إدارة المطعم، طلب من جميع المفصولين البقاء في المنزل، والتواصل مع دائرة العمل “جوب سنتر” ووكالة العمل الاتحادية، في بعض الأحيان يكون الإنتقال من العمل إلى تلك المؤسسات الحكومية سهلاً، لكن في زمن كورونا كل شيء مختلف، إذ يمنع اللقاء بالموظف فيزيائياً، ويقتصر الحديث مع الموظفين على المكالمات الهاتفية أو إرسال رسالة إلى الدائرة ليتم الرد عليها بعد وقت ليس بقصير، يقول نجيب: “منذ فصلت من العمل لا أحصل على مساعدات من الدولة، فالجوب سنتر يرسلة إلى وكالة العمل الاتحادية، ووكالة العمل تعيد تحويله الجوب سنتر والحال يزداد سوءاً، فمتى ستحل قضيتي وأحصل على حقي بالتعويض، وحال أخي ليس بأفضل مني، هو أيضاً منذ ثلاثة أشهر بلا عمل بعد قرار فصلة على الرغم من أنه يعمل بعقد دائم، إلا أنه بسبب الفيروس أولا وكوننا لاجئين ثانياً حرمنا من حقوقنا بالتعويض بعد عمل قرابة السنتين ودفعنا للضرائب، أم أن في زمن كورونا لا يمنح اللاجئ حقوقه”!

ما بعد كورونا ليس كما قبله!

عندما تحصل الشاب “ع. الديات” على فرصة التدريب المهني “أوسبيلدونغ”، كان عقده ينص على أنه سيحصل على فرصة عمل في الفندق الذي درس فيه طرق الضيافة وكيفية معاملة النزلاء، وبعد شهر تقريباً ينهي الدايات تدريبه المهني، فما كان يحلم به هو العقد الدائم ليحصل على متسعاً من الراحة والحياة الجديدة بعد ثلاث سنوات من التعب والدراسة بجد واجتهاد، كل شيء كان على ما يرام إلى قبل أسبوع، يقول الدايات: “جاءت المشرفة وطلبت مني عدم الغضب والبقاء بكامل هدوئي، وقالت لي أنني سأحصل على عقد عمل ولكن ليس كما جاء في الاتفاق، بل وفقاً للظروف الطارئة سيكون عقد العمل بدوام جزئي، حتى يحصل الجميع على فرصة العمل ولا يطرد أحد من الفندق، فقبل كورونا ليس كما بعده، كما تقول المشرفة”.
الظروف الاقتصادية الصعبة طالت جميع القطاعات الاقتصادية، حيث تقول جميع الدراسات أن الاقتصاد الألماني يعاني في هذه الأيام، بينما تشير التوقعات إلى بداية التحسن للاقتصاد في فصل الخريف! حيث قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير: “من الممكن أن ينتهي الانكماش الاقتصادي في ظل وباء كورونا بفصل الخريف”.
Photo: Image by Gerd Altmann from Pixabay