Image by Tumisu from Pixabay
17. مايو 2020

إيجابيات وسلبيات “فايتر بيلدونغ” أونلاين في زمن الجائحة!

بدأت فكرة التعليم عن بُعد في نهايات السبعينات من القرن الماضي، بواسطة الجامعات الأوروبية والأمريكية، حيث كانت تلك الجامعات ترسل البرنامج التعليمي للطلبة بواسطة البريد، واقتصر إرسالها آنذاك على الكتب وشرائط الفيديو التعليمية، لتقدم شرحاً وافياً للمناهج التعليمية، إلتزم الطلاب بهذا الشكل من التعليم، واعتبر أنه الأسهل والأفضل، فالطالب يستطيع أن يعمل ويدرس بنفس الوقت، لكن الجامعات اشترطت على طلاب الدراسة عن بعد، القدوم إلى الحرم الجامعي في موعد الاختبارات النهائية.

الدراسة أونلاين حلا مناسباً!

منذ فرض التدابير الوقائية للحد من إنتشار جائحة كورونا في هامبورغ، بدأت معظم الجامعات والمدارس بالتدريس أونلاين، أمل هامبورغ التقت عددًا من طلاب التدريب المهني والعملي المعروف باسم “فايتر بيلدونغ”، عبد الحي الطرون مهندس معماري يدرس فايتربيلدونغ في البيئة بمدينة هامبورغ، منذ شهرين يكمل تعليمه عن طريق الانترنت، يعتبر الطرون الدراسة “اونلاين” حلا مناسبا وبديلا عن الدراسة الاعتيادية، ولها ايجابيات وسلبيات في نفس الوقت، لكن ايجابياتها كثيرة، منها عدم الانقطاع عن الدراسة لأي سبب كان، أما سلبياتها تكمن أحيانًا بعدم توفر معدات الاتصال اللازمة، أو عدم القدرة على فهم الدرس بشكل جيد، فنقص أي جزء من ادوات الاتصال يعتبر عائقًا حقيقيا بتلقي المعلومة، فالدراسة اونلاين لا تختلف كثيراً عن الدراسة الاعتيادية، في حال وجدت جميع المستلزمات: “في بعض الأحيان يفقد الطالب القدرة على التركيز بشكل جيد بسبب المشاكل التقنية، وهذه إحدى العوائق والعقبات التي واجهتني شخصيا في اكمال دراستي”.

الدراسة اونلاين تعني العزلة!

اختلفت الأراء حول إمكانية الدراسة اونلاين، فعدد لابأس به قرر عدم متابعة الدراسة بسبب تحول أغلب المعاهد للتدريس عبر الإنترنت، محمد بشير الزعبي -دكتوراه بالاقتصاد- كان يقوم بـ فايتر بيلدونغ اقتصاد في هامبورغ منذ بداية العام، وعند تحول الدراسة التقليدية إلى أونلاين، اضطر لترك مقعده الدراسي، ويلخص الزعبي سبب ذلك بالقول: “قررت الدراسة في ألمانيا لعدة أسباب، منها التعرف على أناس جدد، فأنا هنا منذ نحو 6 سنوات، ولا أملك أصدقاء، فكان خيار الدراسة هو الأفضل لحالتي، لكن في زمن كورونا، عدت بشكل طوعي إلى سجني وانعزالي”.

التضحية بفرصة انتظرها عامًا!

يكمل الزعبي حديثه عن الصعوبات التي واجهته في دراسته اونلاين: “تتمثل الصعوبات بشكل أساسي باللغة، في حال عدم القدرة على استيعاب الحصص الدراسية، تصبح إمكانية فهم المطلوب مستحيلة، فنحن نتعامل مع برامج متنوعة في دراسة الاقتصاد، وكل جزئية تتطلب منا التركيز والفهم العالي، وهذا ما افتقدناه في زمن التعليم اونلاين، نحن نتصل مع المدرس من خلال كاميرا وسماعات، وبسبب انقطاع الانترنت أحياناً أو حدوث أي تشويش! لا تصل الأفكار إلينا بشكل جيد، مما يفقدنا القدرة على اجتياز الاختبارات بالأيام المقبلة، لأجل كل ذلك اتخذت قراري بعدم اكمال الفايتر بيلدونغ اون لاين، على الرغم من أنني انتظرت فرصتي للحصول على مقعد دراسي ما يقارب العام”. يعتبر الزعبي الدراسة عبر الإنترنت شيء صعب، ويفضل الدراسة بشكلها التقليدي، أي الحضور المباشر في القاعات مع الدارسين الآخرين والأساتذة. 

تحدي الاستمرار..

لم يكن بقدرة الجميع ترك فرصة التدريس حتى لو أصبح التدريس أكثر صعوبة هذه الأيام، ناصر الزايد يدرس فايتربيلدونغ اونلاين منذ شهر شباط/ فبراير، يكمل الزايد تعليمه لعدة أسباب منها، الاستفادة من الوقت في زمن الحجر الصحي، إذ يعتقد أن الأفضل للطلاب عدم ترك الدراسة والكتاب حتى في هذه الظروف، على الرغم من الصعوبات التي وصفها بغير الاعتيادية، كانقطاع الانترنت ونفاذ شحن الهاتف أو رصيد الإنترنت، لكنه قرر الاستمرار بالتعلم. يبقى الزايد يومياً ما يقارب الأربع ساعات متصلا بالشبكة لتلقي دروسه، ويعتبر وجود سلبيات في التعليم الاونلاين شيء بديهي، فالأسلوب جديد نسبيًا ولم يكن من المتوقع أن تغلق المؤسسات التعلمية أبوابها كما حصل بسبب الوباء.

مواقف التعليم الافتراضي الطريفة!

الشيء الطريف الذي حصل مع الزايد خلال تلقيه دروسه على الانترنيت، دخول الأطفال أحيانا على الاتصال! هنا تبدأ الأسئلة كم عمرك؟ ماذا تحب؟ ما هي المشاكل الحاصلة مع الأهل في ظل تواجدهم بجوارك بالمنزل: “الأطفال لا يشعرون أنهم قطعوا حصصنا، بل هم يشعرون أن هذا الوقت ملكهم فالأب أو الأم بجوارهم ويريدون اللعب! أما محمد بشير الزعبي فيقول: “منذ أن بدأت بدراسة الفايتر بيلدونغ في المعهد، طلبت من الزملاء في حال وجود مجموعة -واتس آب- اضافتي إليها، الطريف أنني عندما غادرت الدروس نهائياً تمت إضافتي إلى المجموعة، لأخرج منها بعد دقائق”.
Image by Tumisu from Pixabay