Bild von ExergenCorporation auf Pixabay
15. مايو 2020

هل تؤدي إصابة فرد من العائلة بكورونا لعدوى جميع افرادها؟

أصيبت الأم بكورونا، وبقيت مع أفراد عائلتها في الحجر لمدة 14 يومًا، لكن الغريب أن الآخرين بقيوا بصحة جيدة؟ هذا ما أكدته بعض الإختبارات، حيث تبين أن فيروس كورونا لم يؤثر على جميع أفراد الأسرة، حتى لو قضوا 14 يومًا معًا في نفس البيت.

قصص تؤكد عدم اصابة كل العائلة في الحجر

اصيبت إحدى الأمهات بفيروس كورونا دون أن تعرف، وقبلت أطفالها وزوجها قبل يوم من نتيجة الاختبار الذي اجرته بسبب شكها بالإصابة والنتيجة كانت أيجابية، رغم ذلك لم تنقل العدوى لأفراد عائلتها. بعد ذلك قضت العائلة أسبوعين كاملين معاً في الحجر الصحي. تناولوا الطعام على نفس الطاولة، وجلسوا معاً، وفعلوا كل هذا بدون أن ينفصلوا عن بعض. كانت حرارة الأم ترتفع وتسعل بشكل دائم. لكن الإختبار كشف بعد أسابيع أنها لم تتسبب بعدوى لأحد من عائلتها. في مثال آخر، كانت هناك عائلة مكونة من أربعة أفراد كانوا يبيتون معًا في سيارة الرحلات لمدة عشر ساعات ولم يكن أحد منهم مصابًا بعد. جلسوا معاً في السيارة، واستلقوا على الأريكة داخلها، وأحيانًا قاموا بتبديل الملاعق خلال الأكل بين الغداء والعشاء. لكن أحداً لم يصاب رغم إصابة الأم التي أجرت إختباراً بعد عودتهم من الرحلة بسبب إرتفاع حراتها.

العلماء في حيرة من أمرهم

يتسائل العلماء كيف يمكن أن يتم تحديد أن الفيروس شديد العدوى أم لا؟ وهل يجب أن تصاب كل العائلة إذا كان أحدها مصاباً؟
“إذا بقيت العائلة في الحجر المنزلي لمدة 14 يومًا، تحت سقف واحد، فمنطقياً يجب أن يؤدي ذلك إلى الإصابة، وهذا ما يعتقده الجميع، لكن ذلك لم يحدث في الكثير من الحالات. تعليقاً على هذه الحالة يقول البروفيسور جوناس شميت تشاناسيت من معهد برنهارد نخت للطب الاستوائي: “نحن مندهشون من هذا الفيروس المستجد والمتبدل كل يوم”. ووفقًا لعالم الفيروسات تشاناسيت، فإن الأمثلة العديدة التي قابلها تبين أن الفيروس لا يصيب بعض الأشخاص.

من هم هؤلاء الذين لا يصابون بكورونا؟

هناك أطروحات مختلفة في هذا الشأن، حيث يتنبأ البروفيسور تشاناسيت بأن هناك مناعة قوية موجودة لدى بعض الناس. قد يكون هذا بسبب عدوى سابقة بفيروسات كورونا أخرى أقل تأثيراً من الفيروس المستجد. كذلك تُنشّط التطعيمات السابقة الخلايا المناعية في الجسم، والتي يمكن بدورها أن توقف تكاثر فيروسات كورونا في وقت مبكر من الإصابة، وبالتالي لا يكون هناك عدوى على الإطلاق.

34 % من المصابين لدهم خلايا حصانة ضد كورونا

يعتقد عالم الفيروسات كريستيان دروستين، من شاريتيه برلين، أن دورات إصابات كورونا الخفيفة أو غير المصحوبة بأعراض قد تكون مرتبطة بالعدوى السابقة بفيروسات كورونا الباردة كما أسماها. في إشارة إلى دراسة أجراها أحد زملاءه في مشفى شاريتيه برلين. بحسب الدراسة رأى الباحثون أن 34 % من المرضى لديهم حصانة من خلال خلايا تفاعلية تتعرف على أجزاء معينة من فيروس كورونا الجديد وتصده.

بعض الناس محظوظون

البروفيسور يوهانس نوبلوخ من المركز الطبي الجامعي هامبورغ-إيبندورف لا يؤمن بالحصانة لأنه من حيث المبدأ، جميع الصغار حتى سن 10 سنوات أصيبوا بكورونا لكن على شكل نزلات البرد. يقول أخصائي الصحة البروفيسور نوبلوخ: “رغم كل التجارب يعتبر هذا الفيروس جديداً، وبالتالي لا أحد يتمتع بأي حماية منه. كل الفيروسات تتكاثر في الخلايا البشرية، ومن أجل دخولها إلى هناك، تحتاج إلى بروتين ينتج عن مستقبلات. وهذه المستقبلات يمكن أن تكون مختلفة بين البشر. كلما زادت هذه المستقبلات، زاد احتمال السماح للفيروس بالدخول إلى الخلية. ويكون لدي عدد قليل من الناس خلايا مغلقة تقريبًا وهؤلاء الأشخاص يعتبرون محظوظين”.

التصرف بوعي مهم جداً

الدكتورة سوزان هوجيت أخصائية الصحة في مشفى اسكليبيوس كلينيك، لديها الخبرة في هذا المجال وبشكل خاص من خلال دائرة أصدقائها وزملائها الذين اصيبوا. الدكتورة هوجيت تقول: “إن فيروس كورونا لا يؤثر على الجميع، والحقيقة أن بعض الناس لا يصابون حتى إذا قضوا فترة طويلة في الحجر الصحي مع شخص مريض، هناك أشخاص بحاجة إلى كمية من الفيروسات حتى تمرض”. وتؤكد الطبيبة أن الوعي مهم جداً عند الإصابة. فعندما يعلم الشخص أنه مصاب، يجب أن يتصرف بشكل صحيح، من خلال غسل اليدين بشكل مستمر، وعدم السلام أو تقبيل أحد، والتعقيم الجيد والمستمر، وعدم استخدم أدوات الآخرين في البيت.

خطر العدوى ليس نفسه لجميع الأشخاص

يجب التعامل مع جميع الفحوصات بحذر لأسباب مختلفة، منها أن خطر العدوى ليس هو نفسه لجميع الأشخاص، لأن بعض الأشخاص ببساطة لا يصيبون الآخرين. يلخص البروفيسور كنوبلوش الأمر بدعابة فيقول: “ليس كل من يشتري تذكرة يانصيب يفوز بها”. إذاً هناك العديد من الأسباب لذلك، مثل كمية الفيروسات التي يطلقها شخص ما عند السعال أو التحدث. يشرح الطبيب أنه إذا انتقل الفيروس من مصاب ما، واتجه بشكل مباشر إلى رئتي شخص آخر، فإن هذا الشخص سيكون أقل قوة ومناعة من شخص يتكاثر الفيروس الآن في جهازه التنفسي. بالإضافة إلى ذلك، هناك أشخاص تظهر الإصابة لديهم خلال فترة وجيزة للغاية لا تتجاوز 48 ساعة ثم تذهب. بينما هناك أشخاص تستمر اصابتهم بالعدوى حتى بعد ثلاثة أسابيع.

Bild von ExergenCorporation auf Pixabay