القادمون الجدد يندمجون بسرعة في سوق العمل الألماني Photo : epd/Matthias Rietschel
5. فبراير 2020

القادمون الجدد يندمجون بسرعة في سوق العمل الألماني

أحرزت ألمانيا تقدماً في دمج اللاجئين بسوق العمل، حيث دخل الكثيرون ممن قدموا إلى ألمانيا بين عامي 2013  2016 إلى سوق العمل بشكل أسرع إلى حد ما مقارنة بالمهاجرين السابقين، وفقاً لتقرير جديد صدر عن معهد سوق العمل والبحث المهني (IAB) التابع لوكالة التوظيف الاتحادية، والذي اعتمد على استقصاء منهجي لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و64 من الذين جاءوا إلى ألمانيا باحثين عن الحماية.

فجوة كبيرة بين الرجال والنساء

ويشير التقرير الذي نُشر أمس في نورمبورغ إلى فجوة كبيرة بين الرجال والنساء في هذا السياق، ففي حين دخل سوق العمل الألمانية 65% من الرجال بعد خمس سنوات من وصولهم إلى البلاد، كانت نسبة النساء لا تتجاوز 29% وهنا أوضح التقرير أن رعاية الأطفال تلعب دوراً مهماً بذلك، فالنساء اللاتي لديهن أطفال صغار على وجه الخصوص لا يتم توظيفهن إلّا بدرجة محدودة للغاية.

القادمون الجدد مؤخراً أكثر إندماجاً ممن سبقهم

وجاء في التقرير: “من المدهش أن اللاجئين الذين هاجروا مؤخراً إلى البلاد يندمجون في سوق العمل بشكل أسرع بعض الشيء من اللاجئين الذين أتوا إلى ألمانيا نتيجة حروب البلقان”، ونقلت وسائل الإعلام الألمانية عن معهد سوق العمل والبحث المهني أن العامل الحاسم في ذلك هو حالة سوق العمل، والتي هي أفضل بكثير الأن مما كانت عليه في السابق، حيث نمت العمالة أعلى مما كانت عليه في التسعينيات، وقلت البطالة، مما سهل الحصول على وظيفة، بالإضافة إلى ذلك استثمر الكثير في برامج تعليم اللغة وغيرها من برامج دمج طالبي اللجوء واللاجئين المعترف بهم منذ 2015 عما كان عليه الحال في الوقت الماضي.

مستقبل العمل مضمون وأفضل من التسعينيات

بدوره أشار خبير الهجرة في معهد الأعمال الألمانية (IW) إلى الأسباب وراء سرعة إندماج اللاجئين في سوق العمل الألمانية، وقال فيدو جايس تونين: “بعد إصلاح قانون اللجوء لعام 1993، لم يُسمح لطالبي اللجوء بالعمل إلا في حالات استثنائية، بينما يتمتعون اليوم بحرية الوصول إلى سوق العمل، السياسة لعبت دوراً كبيراً في تحسن إدماج اللاجئين بسوق العمل حالياً”، ورأى تونين أنه حتى في حال تدهور الاقتصاد، سيظل وضع الباحثين عن عمل سواء من السكان المحليين أو المهاجرين أفضل بكثير مما كان عليه في التسعينيات، فالتطور الديموغرافي سيؤدي إلى تقاعد عدد كبير من الموظفين الأكبر سناً خلال السنوات القليلة المقبلة، وبالتالي يتعين على الشركات الاعتماد على مجموعات جديدة من العمال لمتابعة نشاطها، ومع استمرار النقص في أعداد العمال المهرة، فإن المساهمة المتوقعة للاجئين بحسب تونن ستكون محدودة بسبب المستوى التعليمي المنخفض في كثير من الأحيان.

يذكر أنه في نهاية 2018، كان عدد اللاجئين في ألمانيا أقل بقليل من 1.8 مليون شخص، 68%  لديهم وظيفة بدوام كامل أو بدوام جزئي، ويذهب 17% إلى التدريب المهني المدفوع،  3% إلى البراكتكوم المدفوع و12 يعملون بشكل متقطع.

Photo: epd/Matthias Rietschel