ترغب الكنيسة الإنجيلية في شمال ألمانيا من خلال مشروعها الجديد الانفتاح الثقافي Interkulturelle Öffnung، دعم الانفتاح بين الثقافات المختلفة في البلاد، واستقطاب المزيد من المسيحيين وغيرهم من ثقافات وتوجهات مختلفة. سيتم دعم التنوع من خلال تقديم ترجمات إلى عدة لغات مختلفة وأيجاد فرص عمل للأشخاص ذوي الخلفيات المهاجرة في الكنيسة. لتحقيق نجاح المشروع، اجتمع حوالي 50 شخصاً من الكنيسة الشمالية يوم الخميس 21 نوفمبر 2019 لمناقشة كيفية القيام بذلك، ولمعرفة ما هي الأفكار المتاحة لنجاح عملية الإنفتاح والتنوع.
الكنيسة للجميع

الأسقف كريستين فيهرس Kirsten Fehrs
أكدت الأسقف كريستين فيهرس Kirsten Fehrs على أهمية عملية انفتاح الكنيسة الشمالية على الثقافات المتنوعة ومجتمع الهجرة الحديث حتى تكون الكنيسة للجميع، وأشارت الأسقف فيهرس إلى أن أول خطوة في مشروع الانفتاح الثقافي كانت من خلال اجتماع الأشخاص المعنيين من كنيسة الشمال والإتفاق على إطلاق المشروع عبر تأسيس الموقع الرسمي للانفتاح الثقافي Interkulturelle Öffnung. سيقدم الموقع شرح وافي عن المشروع وعن عملية الانفتاح والتنوع الثقافي، بالإضافة لسرد الكثير من المواضيع المختلفة، وما يميزه أنه متعدد اللغات ومدعوم بالترجمة من غوغل.
الإنفتاح بين جميع فئات المجتمع
يرى القائمون على المشروع أن التعامل مع أشخاص من أصول ولغات وتقاليد ثقافية مختلفة يعتبر تحدياً رئيسياً للمجتمع، حيث أصبحت ثقافة التنوع تنمو تدريجياً بكل نواحي الحياة اليومية. لذلك تريد الكنيسة الشمالية من خلال الانفتاح بين الثقافات، تصوير تنوع المجتمع في بنيتها الكنسية الأساسية وفي المرافق والمهام والتدابير والعروض، وإحداث عملية تغييرمن خلال تشكيل وعي الانفتاح بين جميع فئات المجتمع.
تكافؤ الفرص والمشاركة
يهدف مشروع الانفتاح الثقافي ايضاً إلى دعم تكافؤ الفرص والمشاركة وتحقيق الإدراك المشترك للمسيحيين وللقادمين من خلفيات ثقافية مختلفة، لأنه من خلال ذلك يمكن أن تنهار كل الحواجز والعوائق بين الثقافات، وبالتالي يبتعد الإشخاص القادمين من خلفيات ثقافية متعددة عن الشعور بالإقصاء أو حتى التمييز ضدهم. كذلك تفهم الكنيسة الشمالية أن المهاجرين يستطيعون تقديم كفاءاتهم بنفس القدر الذي يقدمه السكان المحليون، وبالتالي يمكن تمثيلهم على قدم المساواة في الخدمات والفعاليات وحتى في اللجان الكنيسة، فمفهوم الانفتاح بين الثقافات لدى الكنيسة الشمالية يتضمن الاقرار بوجود أشخاص لهم أديان أخرى مختلفة، أو حتى يمكن أن يكونوا لادينيين.
التنوع الثقافي في ألمانيا بالأرقام
وفقاً لمكتب الإحصاء الاتحادي، يزداد عدد الأشخاص القادمين من البلدان الأخرى إلى ألمانيا بشكل مستمر منذ عام 1950، ففي عام 1961، كان هناك ما يقرب من 700 ألف شخص من خلفيات مختلفة يعيشون في ألمانيا الغربية. إزداد العدد عام 1974 حتى وصل إلى حوالي أربعة ملايين. أصبح سكان ألمانيا أكثر تنوعاً بسبب هجرة اليد العاملة والهاربين من الحروب ولم شمل الأسرة، حيث استمر إرتفاع أعداد الوافدين إلى ألمانيا بين عامي 2011 و2016، من 6.3 مليون حتى وصل إلى أعلى مستوى له بلغ 9.2 مليون وافد جديد. في عام 2017 ، كان هناك ما يعادل شخص واحد من بين كل أربعة من السكان في ألمانيا لديه خلفية هجرة بنسبة 23.6%، أي ما مجموعه 19.3 مليون شخص. وتبلغ نسبة الأطفال دون سن الخامسة ممن لديهم خلفية مهاجرة حوالي 39.1 بالمائة، والرقم مستمر بالإزدياد. ووفقاً لإحصاء أجرته مجلة Religion Monitor التابعة لمؤسسة برتلسمان عام 2016، فإن أكثر من نصف الأشخاص ممن لديهم خلفية مهاجرة في ألمانيا ينتمون إلى الدين المسيحي بنسبة 51.4 %، و36% للإسلام، و0.5% لليهودية.
للمزيد من المعلومات حول مشروع الكنيسة في شمال ألمانيا “الإنفتاح الثقافي Interkulturelle Öffnung” يمكنكم زيارة الرابط التالي:
www.nordkirche-interkulturell.de.
Fotos: Mutaz Enjila