Fotos: Mutaz Enjila
12. سبتمبر 2019

فنان إيرلندي يواجه تغيرات المناخ عبر شاشة عملاقة في هامبورغ

قام الفنان الإيرندي جون جيرارد JOHN GERRARD بوضع شاشة عملافة أمام مبنى بلدية هامبورغ، وعرض من خلالها سارية في رأسها علم متشكّل من الدخان الأسود أسماها “العَلم الغربي – Western Flag”. العلم عبارة عن سارية طويلة تنفث دخاناً أسود، والمشهد يُعرض بشكل مباشر من منطقة جرداء تقع في Spindletop في ولاية تكساس الأمريكية. هناك، وبالتحديد في عام 1901، تم اكتشاف النفط لأول مرة في العالم، وكان نقطة إنطلاق صناعة النفط في القرن العشرين. تَعرض صورة جون جيرارد على الشاشة الرقمية كيف بات حال المنطقة اليوم، والتي أصبحت جرداء مهجورة، باستثناء بعض آثار الآلات القديمة، ويظهر كيف أصبحت المنطقة أرضاً للنفايات. يتدفق الدخان من سبع فوهات في ذروة العمود، الذي يقف في مهب الريح، ويتشكّل الدخان المنبعث على شكل علم أسود يتحرك ببطء وبشكل مستمر.المشهد يتبدّل بين الليل والنهار، ويُعرض بحسب توقيت هامبورغ على شاشة LED عملاقة بوقت متأخر سبع ساعات عن تكساس.

تنبع فكرة جيرارد من قلقه المتزايد حيال خطر إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وكيف يرتبط هذا الغاز الغير المرئي منذ فترة طويلة بإحداث الضرر بالغلاف الجوي من خلال حرق المواد الخام، والذي يعتبر سبباً رئيساً لتغيرات المناخ. مستويات ثاني أكسيد الكربون مرتفعة للغاية في الجو، لذلك يقول جيرارد أن الهدف من العَلم هو إعطاء هذا الغاز الغير المرئي أهمية أكبر للتخلص من إنبعاثاته التي تسبب خطراً محتملاً على كوكب الأرض.

“العَلم الغربي” يبدو حقيقياً للوهلة الأولى، حيث تم إنشاء مشهد سنوي له وفي الوقت الحقيقي للتوقيت في تكساس، ومع ظروف الإضاءة الدقيقة خلال الليل والنهاروالمتناسبة مع الدقة الفلكية. العمل ليس تسجيل فيديو ولا فيلم، ولا وجود لعمود العلم مع الدخان في Spindletop أصلاً، على الرغم من شروق الشمس وغروبها في الوقت الحقيقي من هناك، حيث تم إنشاء الصورة كمحاكاة رقمية تمثيلية، وما نراه على الشاشة هو خوارزمية للوقت الحقيقي للتمثيل البصري المعروض. ولكنه في الحقيقة مجرد وجهة نظر للعارض فيما يتعلق بالصورة التي يتم استبدالها بسرعة 50 صورة في الثانية لتبدو وكأنها بث مباشر وحقيقي.

يبدو “العلم الغربي” الذي نراه في صورة جيرارد العالمية غريب الأطوار، ألا أنه يمثل إحدى المشكلات الرئيسية للحضارة كتغيرات المناخ والاحتباس الحراري.، والهدف الرئيسي منه هو لفت أنظار العالم من خلال الفن القادر على الإلهام، الى الطريقة التي يتم فيها استغلال وتدمير كوكب الأرض ببطء، ولوضع الجميع تحت المسؤولية السياسية والجماعية للتدخل فوراً من أجل أيجاد حل جذري لهذه الكارثة.

Fotos: Mutaz Enjila