Photo: EPD- Thomas Lohnes
7. أغسطس 2019

أزمة “الضيوف” في تركيا وتأثيرها المحتمل على أوروبا!

تناولت صحف ألمانية مؤخراً مأساة اللاجئين في تركيا، بعد تغير المزاج العام للأتراك في اسطنبول، وسعي السلطات بالمدنية لإعتقال وترحيل المئات من هؤلاء الذين اعتبرتهم الحكومة التركية لسنوات “ضيوف” هاربين من ويلات الحروب في بلادهم.

السوريون أم هبوط الليرة وراء نجاح المعارضة التركية!

تشير البيانات الصحفية والتقارير الأممية إلى أن نحو 4 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا منذ 8 سنوات تقريباً، تخللها بعض الصدمات مع السكان المحليين لأسباب مختلفة، لكن ومع وصول مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو إلى رئاسة بلدية اسطنبول، ارتفعت الأصوات المطالبة بطرد السوريين من المدينة بشكل خاص، ومن عموم تركيا بشكل عام، ورأى البعض أن سياسة حزب العدالة والتنمية الضبابية تجاه اللاجئين في البلاد، دفعت الناخب التركي لإعطاء صوته للمعارضة، غير أن الأسباب الحقيقة وراء خسارة حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبلدية اسطنبول، تكمن في تدهور الاقتصاد التركي مؤخراً، وهبوط سعر صرف الليرة التركية، والذي انعكس على ارتفاع نفقات المعيشة في البلاد.

لافتات المحلات يجب أن تكتب باللغة التركية!

إزالة اللافتات المكتوبة باللغة العربية من على واجهات المحلات التجارية في بعض أحياء اسطنبول كان ضمن أجندة سلطات المدينة إلى جانب اعتقال اللاجئين المخالفين، حيث قال أحد المسؤولين في اسطنبول: “إعلانات المتاجر يجب أن تكتب بنحو 75% باللغة التركية، ليفهم المارة من الأتراك ماذا يباع في هذه المحال التجارية”. وأشارت صحيفة ألمانية إلى أن نحو نصف مليون لاجئ من جنسيات أخرى يعيشون أيضاً في تركيا، ما يجعلها أكبر بلد مستقبل للمهاجرين واللاجئين من أي دولة أوروبية أخرى.

9 من 10 أتراك يرغبون برحيل السوريين عن بلادهم!

في ولاية كيليس الحدودية مع سوريا، تتجاوز نسبة اللاجئين السوريين عتبة الـ 80% من تعداد سكان الولاية، كما يقطن هؤلاء ويعملون في أحياء بأكمها من مدينتي سانليورفا وغازي عنتاب الرئيسيتين قرب الحدود السورية التركية. ومع مرور الوقت، بدأ الأتراك يشعرون بالعبء نتيجة استقبال بلادهم للـ “الضيوف” السوريين، وشكل هؤلاء منافساً لهم بالحصول على عمل بحسب ما تشيع أحزاب المعارضة، خاصة مع قبولهم العمل بأجور بخسة، ووفقاً لدراسة تركية -لم يذكر المصدر من قام بها أو طبيعتها-، فإن تسعة من كل 10 أتراك يرغبون بمغادرة السوريين لبلادهم.

اللغة العربية تهدد أرث أتاتورك!

عمدة اسطنبول المنتخب حديثاً حذر من الخطر المحدق بالثقافة التركية نتيجة وجود الكثير من العرب في المدينة، واستخدامهم اللغة العربية في الإعلان عن منتجاتهم أو على أبواب مطاعمهم ومحالهم التجارية، أضاف العمدة أوغلو: “هنا تركيا، هنا إسطنبول”. إن الخلاف حول اللافتات والملصقات باللغة العربية له معنى خاص، فتركيا اعتمدت عام 1928 تحت قيادة مؤسس الجمهورية كمال أتاتورك، الأحرف اللاتينية للكتابة، ومنعت الكتابة بالأحرف العربية منعاً باتاً، أحد أبرز كتاب المقالات الأتراك والمعروف بتعصبه للقومية التركية قال في إحدى مقالاته: “يتساءل المرء منا ما إذا كان يتجول في اسطنبول أم في سوريا أو السعودية أو العراق”!

قلق أوروبي رغم التزام الأتراك بضبط حدودهم

منذ منتصف يوليو/ تموز الماضي أطلقت الشرطة التركية عملية ضخمة للبحث عن المهاجرين غير الشرعيين في اسطنبول، وقد ألقي القبض بالفعل على آلاف الأشخاص، معظمهم ليسوا سوريين، وفي حين يتم نقل اللاجئ السوري من اسطنبول إلى المدن التي استصدرت له بطاقة -الضيافة- “كيملك”، يواجه المهاجر من دول أخرى كـ باكستان وأفغانستان عقوبة الترحيل من البلاد، وهنا تحديداً يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن يدفع ذلك اللاجئين في اسطنبول للفرار نحو اليونان هرباً من الاعتقال والترحيل، لكن لا توجد مؤشرات واضحة حتى الآن على أن السلطات التركية ستغض الطرف عمن يحاولون الهرب نحو اليونان، على العكس من ذلك، ففي مدينة أدرنة وحدها ألقي القبض على 1259 مهاجر غير شرعي، كانوا يحاولون عبور الحدود التركية مع بلغاريا واليونان الأسبوع الماضي.

Photo: EPD- Thomas Lohnes