لماذا يعيش البعض أكثر من 100 عام خاصةً النساء؟ Photo: pixabay.com
10. يوليو 2019

لماذا يعيش البعض أكثر من 100 عام خاصةً النساء؟

تضاعف عدد المعمرين في العالم 4 مرات عما كان عليه في مطلع الألفية الحالية، حيث بلغ عدد الذين تخطوا عمر المائة عام حوالي 533 ألف معمر ومعمرة. ووفقًا لمكتب الإحصاء الاتحادي، حوالي 80% من المعمرين نساء. وذكرت الصحف ن أكبر شخص حاليًا في العالم هي امرأة من اليابان تسمى كانيه تاناكا وتبلغ من العمر 116 عام.

لماذا النسبة الأكبر من النساء؟

أجاب الباحثون بأن النساء يدخن ويشربن الكحوليات أقل مما يفعل الرجال، كما أنهن يذهبن بشكل منتظم إلى الطبيب. وفيما يتعلق بتخطي العديد من الناس لسن المائة عام، يقول سفين فويلبيل من جامعة Jacobs بولاية بريمن، بأنه حدث تغير كبير خلال السنوات الأخيرة: “في الماضي كانت تعد السيدة ذات االرابعة والسبعين عامًا بمثابة جدة عجوز، وفي الغالب ترتدي اللون الأسود أما الآن فقد تغيرت الصورة تمامًا”.

كبار السن يبحثون عن المغامرة والمرح

يقول فويلبيل: “يمكننا اليوم أن نرى سيدات في العقد الثامن من عمرهن يرتدين الجينز ويذهبن في رحلات ممتعة على بواخر نهرية، يبدين في حالة جيدة وممتلئات بالصحة والنشاط ولديهن أسنان”. ويضيف بأن معظم كبار السن يلعبوا التنس ويمارسوا رياضة التزلج والمشي لمسافات طويلة، ورصدت التقارير عدد قليل فقط منهم يفضل البقاء تحت الأغطية في المنازل. كما أوضح بأن المدن الكبرى في ألمانيا تشهد تحسن أكبر في حالة كبار السن من عمر 70 عام إلى عمر 90 عام، ويوجد في ألمانيا حوالي 16 ألف معمر احتفلوا بأعياد ميلادهم المائة، بينما كان العدد منذ 20 عام 2600 معمر فقط، وبسؤال المعمرين عما يجعل الحياة أسهل وألطف في المدن، أجابوا المشهد الثقافي وعروض القطارات والحافلات.

العناية الطبية هي العامل الأهم

بمقارنة المدن بالقرى الألمانية حيث يوجد عدد أقل من المعمرين، لا تعد الثقافة والقطارات والحافلات (والتي هي أسوأ بكثير في القرى) السبب في وجود عدد أقل من المعمرين الذين تخطوا المائة عام في القرى، يقول الخبراء، بأن العامل الأهم هنا هو نقص الرعاية الطبية في القرى عنها بالمدن، ويقول باحث الشيخوخة من جامعة جاكوبس ببريمن: “أي شخص عانى من أزمة قلبية وتمت معالجته بسرعة وبشكل جيد يمكنه أن يعيش من 10 لـ 15 عام إضافي”. بعد العناية الطبية تأتي العلاقات الاجتماعية كثاني أسباب التقدم في العمر، إذ يؤكد ريمبراند شولتس من مؤسسة ماكس بلانك في روستوك، بأن شبكة العلاقات الاجتماعية المستقرة تلعب دورًا كبيرًا في مسألة زيادة العمر، ووفقًا له يتضح هذا بشكل أكبر في كل من بادن فوتيمبيرج وبافاريا، لأن الناس هناك يبقون حيث يعيشون ولا يغيرون المكان الذي يعيشون فيه كثيرًا. كما لا يجب أن نغفل أهمية التغذية الصحية السليمة، فكبار السن في جزر سردينيا وجزيرة أوكيناوا اليابانية، حيث يوجد المزيد ممن تخطوا المائة عام، يعيشون على لبن الماعز والحمص والطماطم، ولا يعرفون البطاطس المقلية ولا البرجر ولا فطائر الكريمة.

الشيخوخة تجلب السعادة وبرلين الأعلى

وفيما يتعلق بأي المدن يتواجد أكبر عدد من المعمرين، جاءت برلين في المرتبة الأولى، حيث من بين كل 100 ألف برليني، يوجد 31 معمر، بينما ينخفض الرقم في فرانكفورت وإيسن ودريسدن إلى 17 معمر لكل 100 ألف مواطن، وأهم ما يميز هذه المدن هو المشافي التي يمكن الوصول إليها في أقل من 15 دقيقة بالنسبة لمعظم سكانها. وأشار فويلبيل بأن كبار السن والمعمرين فوق المائة عام يتشابهون في أمور كثيرة، فلا مزيد من التوتر أو الضغوط ولا حاجة للتنافس. كما أشارت الدراسات بأن الشيخوخة تجلب السعادة، وينصح الباحثون بأنه: “فقط علينا الانتظار وستأتي السعادة بنفسها”، يقصدون بعد المائة عام. كما يؤكد الباحثون بأن مصدر الرضا لكبار السن هو أنهم لديهم الحكمة، ويعرفون بعض الحيل في الحياة، وكما يقول الطبيب إيكارت فون هيرشهاوسن: “الشباب يمكنهم أن يركضوا بشكل أسرع، لكن الأكبر سنًا يعرفون الطرق المختصرة”.

Photo: pixabay.com